الجمعة , 11 يوليو 2025

د.تغريد حيدر لـ “سيدات الأعمال”: عمل المرأة يبني هويتها المستقلة ماديا ونفسيا

د.تغريد حيدر
د.تغريد حيدر

 

 

  • نحتاج إلى تعزيز دور المرأة الريادي في مختلف المجالات
  • نعتز بازدياد المتابعة للمواقع والمحاضرات في مجال الإرشاد الأسري
  • نجاح دور المؤسسات الاجتماعية والتربوية يتوقف على التمويل المتوفر
  • تنظيم الوقت وتوزيع المهام بين الأسرة يحقق التوازن النفسي

 

ماجدة أبو المجد

أكدت الاستاذه الجامعية والحائزة على الدكتوراه  في علاج الإضطرابات الزوجية. والتي تعمل في مجال العلاج النفسي المرتبط بالإرشاد الأسري د. تغريد حيدر ان لعمل المرأة أثراً ايجابياً على مستوى الصحة النفسية للمرأة لأنه يساهم في بناء هويتها المستقلة ماديا ونفسيا .

وأشارت حيدر إلى تزايد المتابعة للمواقع الالكترونية التي تقدم محاضرات معدة من قبل أخصائيين ومدربين في مجال الإرشاد الأسري.لافته إلى مدى احتياجنا إلى تعزيز دور المرأة الريادي في مختلف المجالات.

وأوضحت ان نجاح دور المؤسسات الاجتماعية والتربوية في الدول العربية يتوقف على التمويل المتوفر لهذه المشاريع .ونصحت بتنظيم الوقت وإعادة توزيع المهام على أفراد الأسرة لتحقيق التوازن النفسي.

ما مدى استجابة المجتمع العربي لمحاضرات الإرشاد الأسري؟

نلاحظ في الآونة الأخيرة إهتمام المجتمع العربي بمفهوم الإرشاد الأسري وإدراكه دور هذا العلم الحديث في تحسين حياة الأسرة والمحافظة على نموها السّليم وتمكين أفرادها من تعزيز مهاراتهم في إدارة الخلافات وحل المشاكل، وزيادة الوعي حول الممارسات الوالدية الإيجابية والسلبية وتأثير كل منها على الصحة النفسية للأبناء، وغير ذلك من المواضيع الأساسية التي تهم الأزواج والأسر العربية. ومن الممكن رصد هذا الإهتمام المتزايد من خلال رغبة معظم فئات المجتمع بحضور ندوات متعلقة بالإرشاد الأسري والتي تقوم بتنفيذها مؤسسات اجتماعية ومراكز تربوية متخصّصة، كما أن تنوّع أساليب العرض والمناقشة في هذه الندوات تشجّع على زيادة الإهتمام والحضور. كما تجدر الإشارة إلى تزايد المتابعة لمواقع الكترونية تقدم محاضرات معدة من قبل أخصائيين ومدربين في مجال الإرشاد الأسري.

ما هي المجتمعات التي تحتاج إلى إرشاد أسري أكثر من غيرها؟

أشكركم على طرح هذا السؤال لأنه من الأسئلة الهامة التي تتنوع حولها الآراء. من خلال قراءاتي وخبرتي العملية في مجال علم النفس العيادي أجد أن تصنيف المجتمعات التي تحتاج إلى إرشاد أسري يستند إلى عوامل مختلفة أبرزها الجهل بمعنى عدم الوعي بأهمية توزيع الأدوار داخل الأسرة وإنتشار “الخرافات” أو “الإجتهادات الشخصية” المتعلقة بالحقوق والواجبات الزوجية الخاصة بكل طرف بسبب ضعف الثقافة وضغوطات المجتمع الذكوري، وما يترتب عليه من لغط مثلاً ما بين مفهومي السلطة والتسلط، أو من تعنيف نفسي، لفظي وجسدي للزوجة والأبناء،ومن جهة أخرى، نلاحظ أيضاً حاجة المجتمعات العربية التي انطلقت فيها المرأة إلى العمل إلى إرشاد أسري لزيادة وعي الزوجين حول مفهوم العلاقة الثنائية المستندة إلى التكامل وليس التنافس، ودعم المرأة في محاولاتها لترتيب أولوياتها وتوفيقها بشكل فعال بين عملها داخل المنزل وخارجه في ظل التحديات التي يفرضها هذا العصر المتغير بشكل سريع .

ما هو دور المؤسسات الإجتماعية والتربوية؟ وهل تؤدي دورها بنجاح في الدول العربية؟

يرتبط دور المؤسسات الإجتماعية والتربوية بعملية الإرشاد والتوجيه لفئات المجتمع كافة، وذلك من خلال مشاريع نمائية تتضمن عدداً من البرامج الوقائية والعلاجية التي تستهدف هذه الفئات. ولقد حرصت معظم هذه المؤسسات على إنشاء مراكز منتشرة في مناطق مختلفة من أجل إستقطاب وتحفيز الأسر العربية من خلال الأنشطة والندوات التي تلبي حاجاتها وتجيب على تساؤلاتها. وطبعاً يتم إعداد الخطط ومتابعة تنفيذها في معظم هذه المؤسسات من قبل أخصائيين معتمدين في المجال النفسي والأسري والتنمية البشرية. أما بالنسبة لمدى نجاح دورها في الدول العربية فنقول أن هذا الأمر يختلف من دولة لأخرى ويتوقف على التمويل المتوفر لهذه المشاريع وعلى الفرص المتاحة لإستثمار الجهود في هذا المجال في ظل وجود أخصائيين عرب محترفين لهم كل الشكر في الدور الذي يقومون به.

د.تغريد حيدر خلال احدى الفعاليات
د.تغريد حيدر خلال احدى الفعاليات

عمل المرأة وعلاقته بحالتها النفسية؟

إن لعمل المرأة أثراً ايجابياً على مستوى الصحة النفسية للمرأة لأنه يساهم في بناء هوية مستقلة على المستويين المادي والنفسي في إطار الحياة الأسرية طبعاً، ويساعد على تحسين المزاج وزيادة التحفيز والإنجاز في مختلف المجالات وتوسع العلاقات الإجتماعية، كما يساهم في إثبات الذات والشعور بالتقدير من خلال الحضور الفعلي كعامل مغير على مستوى المجتمع. ولعمل المرأة دور في وصولها إلى النضج النفسي وشعورها بتكامل دورها الأسري مع الزوج وتعزيز وجودها كقدوة للأبناء، لكنه من جهة أخرى قد يؤدي إلى التعرض لضغوطات نفسية تحتاج لوعي ومتابعة من أجل التغلب عليها.

ما هي أبرز تلك الضغوط؟

يؤدي عمل المرأة في الكثير من الأحيان إلى وجودها تحت ضغط مستمر نتيجة لرغبتها بالنجاح في دورها الأوّلي كزوجة والتربوي كأم، وفي محاولتها لتكامل هذين الدورين مع دورها كإنسانة منجزة في إطار عملها خارج المنزل. ويتَرجم ذلك الضغط من خلال زيادة نسبة التوتّر والقلق العام، الشعور بالكآبة العرضية، ضعف القدرة على التركيز والنسيان المستمر.. إن المرأة الطموحة قادرة على المنافسة في ميادين الحياة وعلى بلوغ الأهداف المخطط لها، لذلك لا بد من تحقيق التوازن الفعلي بين هذه الأدوار المتعددة لأنها جميعها تساهم في صقل شخصية المرأة وتطوير مهاراتها وتعزيز مكانتها في الأسرة والمجتمع.

نصيحة للمرأة للتخلص من ضغوطات الحياة والتوفيق بين البيت والعمل؟

على المرأة أن تعلم أن المثالية غير موجودة، ولكن لا بد من تنظيم الوقت وتحديد الأولويات وإعادة توزيع المهام على أفراد الأسرة من أجل حصولها على التوازن النفسي الذي يساعدها في إنجاز المسؤوليات المطلوبة من جهة والإستمتاع بمساحة خاصة مع العائلة والأصدقاء من جهة أخرى. ولا ضير في تعلم بعض تقنيات الإسترخاء من أجل تفريغ الطاقة السلبية بشكل فعال والمحافظة على صحة نفسية سليمة.

كلمة أخيرة..

أشكرمجلة سيدات الاعمال لإتاحة هذه الفرصة وتسليط الضوء على الإرشاد الأسري وأهميته على مستوى الأسرة والمجتمع، وأؤكد من خلال هذا المنبر على الحاجة إلى تعزيز دور المرأة الريادي في مختلف المجالات.

شاهد أيضاً

تتويج عائشة نزار ناظم بطلة لتحدي القراءة العربي في العراق

Share