
قضية جنسانية أخرى، فكرة حتمية تخطر في أذهان الكثيرين أكثر مما ينبغي، ويقال إن أربعة من كل خمسة أرباب عمل يفكرون بشكل غريزي مرتين في توظيف النساء في «سن الإنجاب». ومع ذلك نادراً ما يضطلع أصحاب العمل وصانعو السياسات بأي نوع من الدراسة المجدية لتكاليف النساء في مكان العمل، لهذا عندما يُسأل مباشرة: «هل توظيف النساء أغلى من الرجال؟»، لا أحد لديه حقاً إجابة مباشرة، ولا حتى الباحثين، وصناع السياسة يلجؤون سريعاً إلى الأحاديث الدبلوماسية. غالباً ما تجد النساء أنفسهن يدافعن عن دورهن في مكان العمل، بغض النظر عن مرتبتهن المهنية أو أدائهن، ويبدو من المستحيل محاربة هذه الفكرة القديمة، على الرغم من أنه بالكاد يوجد أي دليل علمي على أن توظيف النساء في الواقع أكثر تكلفة من الرجال. لذلك فإن أفضل طريقة لمعالجة هذا الاعتقاد الخاطئ هو توضيح ما نعرفه بالفعل، وقد تم إثباته مراراً وتكراراً. إذاً، كيف تصمد نظرية التكلفة التقليدية هذه في وجه التدقيق أم أنها تستند فقط إلى الافتراضات؟
العواقب المالية
على الرغم من أن النساء يملن إلى أخذ إجازة أطول من الرجال، ويرجع ذلك أساساً إلى المسؤوليات العائلية والأيام المرضية، فإن معظمها يقع ضمن عدد الأيام المسموح بها. ولكن، من المهم أن يُؤخذ في الاعتبار أن المرأة تميل أيضاً إلى أن تحصل على أجر أقل من الرجل، وتؤكد الدراسات المحدودة المتوفرة حول هذا الموضوع أن متوسط الأجر للرجال يتجاوز «تكلفة» إجازة الإناث الزائدة إذا ما تمت مقارنته بالنسبة المئوية. وبالتالي، بالنظر إلى التكلفة النقدية للمرأة فيما يتعلق بفجوة الأجور، نجد أن تكلفة المرأة في مكان العمل لا تزال أقل من الرجل، خاصة إذا تم حساب أيام الإجازة على أنها تكلفة يومية على مدى عام.
الإنتاجية والولاء
نادراً ما تتم مناقشة تكلفة إنتاجية الموظفين ومعدلات الدوران عند مناقشة مسائل المساواة بين الجنسين، وهي أمور معروفة على نطاق واسع بين الباحثين والمهنيين على حد سواء لزيادة التكاليف. من هذا المنظور، تظهر الدراسات الحديثة أنه في المتوسط تعمل النساء بجهد أكبر بنسبة 10 في المئة من الرجال في مكان العمل اليوم، حتى في المجال الأكاديمي الذي يهيمن عليه الذكور بشكل لا يقبل الجدل، فقد وجد أن فجوة الأداء بين الجنسين هامشية حقاً، وبالتالي فهي غير ذات أهمية. كذلك وفقاً لمجلة «هارفارد بيزنس ريفيو» يظل الموظفون الذكور في الواقع مع صاحب العمل لفترات زمنية أقصر.
وفي المقابل، أصبحت النساء أكثر ميلاً للبقاء مع صاحب العمل في العقود الأخيرة. لذلك، من الضروري النظر في الصورة العامة عند تقديم مطالبات جنسانية تتعلق بقضايا التكلفة، كما أن ترتيبات العمل المرنة، التي قد يُنظر إليها على أنها مرتبطة بشكل سلبي بالتزام العمال بوظائفهم، لم تثبت أيضاً أن لها أي علاقة بانخفاض الإنتاجية.
الضريبة «الوردية»
يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن الأغلبية من الأشخاص الجدد في القوى العاملة على مدار العقد القادم سيكونون من النساء، وبالتالي يشجع الشركات على متابعة التنوع وقبوله بشكل هادف بدلاً من مجرد الاستمتاع بالفكرة باعتبارها ثانوية في جدول أعمالها. علاوة على ذلك، تدعي الوكالة أيضاً أنه لا تزال هناك «ضريبة وردية» تجعل النساء يحصلن باستمرار على أجر أقل بكثير مقابل نفس العمل الذي يؤديه الرجال. ومع الزيادة المتوقعة في عدد النساء في مكان العمل، يتم تشجيع التخطيط المسبق بين الشركات وصانعي السياسات لمساعدة العائلات على إيجاد توازن أفضل بين العمل والحياة، كما يتم تشجيع صانعي السياسات على الاستماع إلى الاحتياجات الفعلية للمرأة العاملة بدلاً من مجرد افتراضها.