الجمعة , 12 سبتمبر 2025

د.سعاد السويدان لـ”سيدات الاعمال”: نتمني ألا يظل قانون الطفل مجرد حبر على ورق

 

د.سعاد السويدان
د.سعاد السويدان

– على الاسر تعزيز علاقاتهم مع اطفالهم وغرس القيم الايجابية في نفوسهم

– ندعو اولياء الامور والمعلمين إلى الالتحاق بالدورات التدريبية بمركز الامومة والطفولة والخاصة بتربية الطفل

 – على الإدارة المدرسية تفعيل دورها في التعامل مع الطلبة ومراقبة الهيئات التعليمية

  

ماجدة أبو المجد

أكدت مديرة المركز الاقليمي للطفولة والأمومة د.سعاد السويدان اهتمام المركز بتقديم الدورات التدريبية وورش العمل بشكل مستمر لتدريب المعلمين وأولياء الامور على الطرق السليمة لتربية الطفل بما يتناسب مع الأسلوب التربوي الصحيح والبعد عن السلبيات الخاطئة التي تتسبب في المشاكل النفسية والاجتماعية للطفل مستقبلا .كما أبدت السويدان اعجابها بقانون حماية الطفل الذي أقره مجلس الامة مؤخرا وأعتبرته خطوة نحو الاتجاه الصحيح متمنية ان يفعل في أسرع وقت وألا يظل مجرد حبر على ورق .

ودعت السويدان من خلال حديثها لـ”سيدات الاعمال” إلى ضرورة تفعيل دور الإدارة المدرسية في التعامل مع الطلاب ومراقبة الهيئات التعليمية مؤكدة ان انشغال الأسرة عن الطفل وخاصة الأم يُدمره نفسيا واجتماعيا،وللوقوف على العديد من وجهات نظر  د.سعاد السويدان التقيناها وإلى التفاصيل ..

 

-حدثينا عن  نشأة المركز الاقليمي للطفولة والامومة ؟
تأسس المركز في الثالث من شهر يونيو لسنة 1996 تحت اشراف اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة بناء على الاتفاقية المعتمدة من قبل برامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة الانمائية ومنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو، وعلى ضوء هذه الاتفاقية انبثق المركز الاقليمي للطفولة والامومة ، ونشاطاته لا تقتصر على دولة الكويت فقط بل تشمل جميع دول الخليج..

 

-ماهي اهتمامات المركز وأهدافه؟
المركز الاقليمي للطفولة والأمومة هو الوحيد في منطقة الخليج العربي والمشرف عليه من قبل اللجنة الوطنية لوزارة التربية ومكتب اليونيسكو في الدوحة ويهتم بنشاطات الطفل ، و يعتبر مركز معلومات متقدم في  مجال رعاية الطفل ودعم وتنمية دور الاسرة، وهدفنا دعم برامج التنمية والتربية والتعليم وفق رؤية عالمية في ضوء تطلعات المستقبل، مع تنمية دائمة وواعية للمواهب الفطرية والخبرات المكتسبة والامكانات المادية، والمركز أنجز العديد من البرامج حتى الآن.

 

-بدأتي  في المركز منذ عام 2000 كمدربه إلى ان وصلتي لمنصب مديرة المركزفما هي التطورات التي طرأت على المركز منذ بدايتك حتى الآن؟

المركز في تطور دائم فمنذ بدايته بدأ مركز طفولة وأمومة وبعد فترة أصبح مركز شبه إقليمي وبعدها أصبح مركز إقليمي للأمومة والطفولة ويركز على الجانبين التوعية والارشاد، والدورات التي نقيمها لا تقتصر فقط على الهيئات التعليمية بل وتشمل أولياء الأمور، فالطفل لدينا يشكل الحيز الأكبر في اهتماماتنا وكذلك الأعمال الخاصة بالأسرة لتغطية جميع الفئات العمرية.

SAM_2378

-حدثينا عن الأنشطة والبرامج المقدمة من المركز للطفل ؟

لدينا دورات تدريبية وورش عمل تقام بصورة مستمرة طوال العام الدراسي وتستهدف الهيئات التعليمية القادمة من المناطق التعليمية الست، واعتدنا أن تكون مع كل دورة يقيمها المركز مشاركة المعلمات وذلك بالتنسيق مع الادارات العامة لمختلف المناطق التعليمية بواقع عشر معلمات من كل محافظة،حتى تعم الفائدة على جميع المدارس.

 

-ماتقيميك للوعي الثقافي للأسرة تجاه الأطفال ؟

من خلال عملي وجدت ان بعض الأسر ليس لديها وعي تجاه التعامل مع الطفل وهناك أسر تأتي لتستفيد بتعلم ومعرفة كيفية التعامل مع أطفالها ويتم من خلال المركز توعية الأمهات بالطرق والأساليب التي يجب ان تتبع مع الطفل ونقدم دورات للوالدين ،ونقدم لهم التوعية والإرشاد .

 

-مارأيك في إقرار قانون حماية الطفل؟وهل هذا يعد كافيا من وجهة نظرك؟

هذا القانون كنا ننادي به منذ سنوات وتم اقراره كقانون ونتمنى ألا يظل مجرد حبر على ورق ،ونحن في حاجة إلى قانون الطفل واقرار مجلس الأمة هذا القانون يعد خطوة نحو الاتجاه الصحيح،ولكن من الضروري تطبيقه على أرض الواقع.

 

-الطفل الكويتي من وجهة نظرك؟

الطفل الكويتي رغم ان المادة متوفره له إلا انه طفل مسكين من ناحية انشغال الأم والأب وبعض الأمهات تترك أطفالها للخدم والطفل في حاجه للحب والحنان والتوجية من الأم على الأقل خلال الخمس سنوات الأولى من عمره، وللأسف بيوتنا باتت تفتقد لغة الحوار بعد ان أصبح كل فرد في المنزل يحمل جهازه المحمول ويعيش بمعزل عن بقية أفراد الأسرة،وأنادي دائما بضرورة تنمية الشعور بالانتماء داخل الطفل ولن يتحقق ذلك إلا باحساسه بأنه مهم عند والديه ولابد ان تعود لغة الحوار بين الطفل ووالديه ونلغي صيغة الأمر من حياتنا.

الزميلة ماجدة ابوالمجد تحاور د.سعاد السويدان
الزميلة ماجدة ابوالمجد تحاور د.سعاد السويدان

 ماهي الطريقة المثلى للتعامل مع الأطفال في مرحلة رياض الأطفال؟ وماتوجيهاتك لبعض المعلمين ممن يجهلون الاسلوب التربوي الصحيح للتعامل مع أطفال هذه المرحلة؟

لابد من النزول إلى خيال الطفل لحظة دخوله رياض الأطفال، حيث سنجد حينها أن هذه المرحلة هي نافذة فتحت له من عالمه داخل البيت لتطل على عالم خارجي أوسع،وهنا من الضروري على الجميع خاصةالمعلمين التنبه إلى طرق وكيفية التعامل مع هذا الخيال واستيعاب تفكير الطفل البسيط في أجواء هادئة وحاضنة،بعيدا كل البعد عن التعامل السيئ والسلوك الخاطئ الذي يظهر عن البعض دون الاحساس بمشاعر الطفولة، وهو ما يتسبب في المشاكل النفسية والتعليمية للطفل مع بداية مشاوره التعليمي.

 

-هل السلبيات الخاطئة المتبعة في تربية الطفل سواء من الأسرة أو المدرسة قادرة على التأثير في مستقبله؟
أكيد تلك السلبيات تؤثر بشكل كبير على مستقبل الطفل وعلى هذا الأساس دائما أدعو الأمهات وأقول لهن ان الأطفال هم رجال المستقبل الذين سيقودون سفينة الأمة، اذ يجب عليكن التركيز عليهم والاهتمام بهم ودفعهم لممارسة المهارات الحياتية من خلال الاعتماد على النفس إلى جانب المهارات التي تمنح لهم في مرحلة رياض الأطفال، حتى يكون لديهم أساس متين وقوي في تكوين شخصيتهم وإدارة حياتهم اليومية ، بما يساهم في غرس مفهوم الاعتماد على النفس بما يؤهلهم في المستقبل إلى قيادة الوطن، فالخلل هنا يقع في طريقة التعامل مع الطفل والأساليب الخاطئة سواء كانت من ناحية الاهمال أو التدليل المفرط الذي يؤدي في النهاية إلى نتائج سلبية .وكذلك انشغال المرأة العاملة عن طفلها يؤثر عليه نفسيا واجتماعيا.

 

نصيحة توجهها مديرة المركز الاقليمي للطفولة والأمومة ولمن ؟
أتوجه إلى الأسرة والمدرسة قي ذات الوقت فأدعو الأسر الى التحدث مع أبنائهم بشكل يومي وتخصيص جزء من الوقت لابنائهم وليس القصد هنا الجلوس مع أطفالهم فقط، وانما تبادل الحديث فيما بينهم في كل ما يقوي ويعزز علاقة الطفل بوالديه ويغرس القيم التربوية الايجابية في نفس الطفل ونزيد ثقته في نفسه.كمايجب على الإدارة المدرسية تفعيل دورها الأساسي في كيفية التعامل مع الطلبة ومراقبة الهيئات التعليمية وكذلك الإدارية وتحذيرهم بامتصاص الجوانب السلبية لدى الطالب وغرس القيم الإيجابية في نفسه،فدور المدرسة التربية قبل التعليم، وهنا الاختصاصيون الاجتماعيون والنفسيون لهم الدور الرئيسي، فيجب عليهما التعامل مع الطلبة المشاغبين وتفريغ طاقاتهم في الجوانب الايجابية بما يعود عليهم بالفائدة.

 

 

 

 

شاهد أيضاً

المهندسة آلاء حسن: اختراق القطاع الصناعي من قبل المرأة ليس مستحيلاً وتجربتي أظهرت مدى تعاون القياديين

Share