الثلاثاء , 16 سبتمبر 2025

دراسات وأبحاث المرأة نظم ندوة فكرية بعنوان «صوت المرأة… صدى الكويت»

نظم مركز دراسات وأبحاث المرأة في جامعة الكويت ندوة فكرية بعنوان «صوت المرأة… صدى الكويت»، وذلك ضمن أنشطته الثقافية الهادفة إلى إبراز دور المرأة في الحراك الأدبي والمجتمعي، وأُقيمت الندوة في قاعة الخطوط الجوية الكويتية، وشارك في تقديمها كل من الروائية جميلة سيد علي، والكاتبة القاصة لوجين النشوان، وأدارت الندوة الزميلة فضة المعيلي، التي أضاءت على محاور النقاش بين الضيفتين.

في البداية، قالت رئيسة مركز دراسات وأبحاث المرأة، د. نورة الشعيبي «نحتفى بصوت لم يعد خافتا، بل بات حاضرا، قويا، ومؤثرا – صوت المرأة الكويتية في الأدب والثقافة. نجتمع لنكرم مبدعات حملن الكلمة وأطلقنها في فضاء القصص والروايات والمسرح، فكُنّ صوتا للوطن، ومرآة للواقع، وحلما للمستقبل.

احتفالنا اليوم لا يقتصر على تكريم فن أو تجربة، بل هو إثبات لمكانة المرأة في تشكيل الذاكرة الثقافية وصناعة الوعي الجمعي، هو اعتراف بدورها المتزايد في بناء تاريخنا الثقافي، وتعزيز هويتنا الأديبة».

البدايات النسائية من جانبها، أكدت الروائية، جميلة سيد علي، خلال الورقة التي قدمتها في الندوة، أن الكتابة ممارسة إنسانية حضارية، لأنها لغة التواصل بين البشر. وهي فعل ثقافي وضرورة إنسانية، لافتة إلى أنه بعيدا عن أي تجنيس أدبي وما يُقال حول الخصوصية والاختلاف في السرد، فهناك عدد من التجارب النسائية الكويتية الرائدة في المجال السردي الروائي، وأن المرأة الكويتية كانت حاضرة في المشهد الروائي منذ ستينيات القرن الماضي، مستشهدةً بما أورده الشاعر والباحث د. خليفة الوقيان في كتابه «الثقافة في الكويت… بواكير واتجاهات».

وأشارت إلى أن البدايات النسائية في الرواية الكويتية انطلقت بأقلام كل من نورية السداني وصبيحة المشاري وليلى العثمان وفاطمة يوسف العلي، وأن ليلى العثمان بدأت بكتابة القصة القصيرة في بداية السبعينيات.

وأضافت أنه خلال المرحلة الممتدة من منتصف السبعينيات حتى منتصف التسعينيات ظهرت أسماء رائدة في الكتابة النسائية الكويتية، من أبرزهن عالية شعيب، ليلى صالح، خولة القزويني، منى الشافعي، وطيبة الإبراهيم.

أما في بداية الألفية الثالثة، فبرز جيل شاب من الكاتبات أثبت وجوده على الساحة الأدبية، وحقق حضوراً لافتاً على المستويات المحلية والخليجية والعربية والعالمية عن طريق حصدهن العديد من الجوائز، ومن بينهن بثينة العيسى، إستبرق أحمد، جميلة سيد علي، ميس العثمان، مي الشراد، باسمة العنزي، وعدد من الكاتبات.

بدورها، تناولت القاصة النشوان، خلال مشاركتها في الندوة، فكرة القصة القصيرة، موضحةً الفروق الجوهرية بينها وبين الرواية، ومشيرة إلى أن القصة القصيرة تتميز بالاختزال والرمزية العالية، وهذا بالضبط ما تبحث عنه المرأة أنها تناقش قضايا وتستطيع أن تتكلم عنها بحريّة، ولكن حرية غير جارحة وغير مباشرة، وتكون جريئة عن طريق الرمزية.

وأكدت النشوان أن الرمزية حين تتوافر في القصة القصيرة، فإنها تُوصل الرسالة إلى القارئ بشكل أعمق وأكثر تأثيراً. وأضافت أن حضور المرأة في الأدب يمتلك شقين، أولهما أن تكون المرأة هي الكاتبة وصاحبة النص، مستعرضةً نماذج بارزة من الأديبات الكويتيات في هذا السياق، حيث كانت الأديبة العثمان من أوائل من اقتحموا مجال القصة القصيرة، عبر مجموعتها الشهيرة «المرأة والقنديل»، الصادرة عام 1971، تلتها الأديبة أنيسة الرفاعي بمجموعتها القصصية «بين زمنين»، التي شكّلت انطلاقتها الأدبية.

وأشادت النشوان بالفوز الأخير للدكتورة نجمة إدريس بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، معتبرةً أن هذا الفوز يمثّل إنجازاً مهماً للمرأة الكويتية الكاتبة، ويعكس فاعليتها وتأثيرها في المشهد الأدبي.

وتطرقت أيضاً إلى الشق الثاني من حضور المرأة في الأدب، المتمثل في وجودها كشخصية رئيسية وبطلة روائية، وكقضية محورية تتناولها النصوص الأدبية، مشيرةً إلى أن هذا الحضور لا يقتصر على الكاتبات فقط، بل يتناوله أيضاً الكتّاب الرجال الذين يجدون في المرأة مادة أدبية مشوقة، مؤكدة أن المرأة الكويتية، على وجه الخصوص، خاضت تجارب متعددة وثريّة انعكست على حضورها في الأدب.

 

 

شاهد أيضاً

وزير النفط: الكويت شريك فاعل في «أوپيك» على مدار 65 عاماً

Share