الخميس , 18 سبتمبر 2025

سعدون بن حسين الحمداني يكتب: فن الدبلوماسية وكاريزما المرأة العربية

يُعد المجتمع العربي بكافة أديانه مجتمعًا محافظًا بصورة عامة على العادات والتقاليد العربية الأصلية، سواء للدين الإسلامي الحنيف أو الدين المسيحي أو بقية الأديان الأخرى؛ كونه يقع ضمن بوتقة العالم العربي الذي يتميز برسوخ وأصالة العادات المتعمقة في جذور التاريخ رغم بعض الشروخ هنا وهناك.
تمثل المرأة العربية جوهرة هذا المجتمع في خصالها، وتحملها المسؤولية الكبيرة في مجتمعها مهما كانت وظيفتها في أسرتها أو مجتمعها، وتعاملها مع الغير في كل المجالات.
المرأة العربية يحكمها كثير من العادات والتقاليد العربية الأصيلة تحت مظلة الدين الإسلامي الحنيف؛ لذلك عليها عدم الانصياع وراء صيحات الغرب من عادات وتقاليد بعيدة كل البعد عن واقعنا العربي والإسلامي، وخصوصًا في مجال الملابس والمكياج والإكسسوارات.. وغيرها من الأمور الصورية التي وصلت لنا من الغرب.
كاريزما المرأة العربية تستند بالدرجة الأساس بالحصول على أعلى درجات الثقافة المجتمعية والتحصيل الدراسي المتميز لتخدم شخصيتها ومستقبلها، ثم المجتمع الذي تتواجد فيه.
يؤكد علماء الاجتماع وعلم النفس التربوي على ضرورة تغذية الدماغ أولًا، ثم الانصياع إلى الأحاسيس والمشاعر؛ لأن الاثنين هما مكملان لبعضهما بعضًا.
مقال اليوم يُبين لنا بعض فقرات كاريزما المرأة العربية بفن إتيكيت استخدام العطور بصورة عامة والذي يُعد من العادات والتقاليد السائدة في المجتمع العربي، وهو من أهم سمات شخصية المرأة العربية والتي تعكس ثقافتها وجمال روحها.
العطور ومنذ العصور القديمة هي هدية ثمينة في نفوس الجنسين، وهي اللغة التي تُعبِّر عن مشاعر المحبة والاحترام بين المرأة والرجل أو بين الأصدقاء، ولكن أثبت الدراسات الاجتماعية والمدارس الدبلوماسية الغربية المتخصصة بفن الإتيكيت أنه من الخطأ الشائع إهداء العطور لكلا الجنسين ولعدة أسباب منها: لا نعرف ذوق الشخص المقابل، نوع والعلامة التجارية للعطر الذي يحبه المقابل، نوع المناسبة التي تم تقديم العطر فيها.
توضح لنا الشركات المتخصصة بأنواع العطور بأن نوع وقوة العطر يعتمد كليًّا على نسبة التركيز والمواد الأخرى التي تدخل ضمن التركيبة العطرية، وهناك عدة أنواع للعطور وهي: بارفيوم Parfum نسبة التركيز 25%، أو دي بارفيوم Eau de Parfum نسبة التركيز 15%، أو دي تواليت 10% Eau de Toilette، أو دي كولونيا Cologne Eau de 5%، أو فريش Eau Fraiche 5%، لذلك فإن العطر يُعد حسب آخر نظريات المدارس الدبلوماسية أنه من خصوصيات المرأة، ولا يتم إهداء العطر للمرأة إلا إذا كنت تعرف نوع العطر الذي تحبه أو تستخدمه، ولأن المرأة العربية تواكب آخر العلامات التجارية الموجودة في السوق ويُعد ذلك من شخصيتها، وكذلك التباهي أمام الجميع.
هناك بعض النقاط الواجب مراعاتها بخصوص العطور بصورة عامة لكلا الجنسين وأهمها: تجنب إهداء العطور إلى كل من: الكادر الدبلوماسي بكل درجاته ولأي مناسبة كانت، رجال الدين، كبار الشخصيات الذين تلتقي فيهم للمرة الأولى، العسكريون، مرضى الجهاز التنفسي ومن لديهم مشاكل الحساسية في الجلد.
ولاستخدام العطور لكلا الجنسين إتيكيت خاص به وهو استخدام كمية العطور بقدر قليل جدًّا وهادئة عند زيارة المريض، حضور عزاء، أماكن العبادة، أماكن العمل، زيارة الأصدقاء، حفلات الشاي الصباحية، مقابلات العمل. أما أماكن رش العطور فمن المستحسن خلف الأذن أو على الأشياء المعدنية مثل: الساعة، الخاتم، الحقيبة اليدوية، وليس على الملابس أو بشرة الوجه أو الأيدي بسبب أن أغلب العطور هي زيوت أساسية تخلط فيها كمية من الكحول والميثانول قد تؤثر على الصحة العامة، لذلك تجنب وضعها على الوجه والمناطق القريبة من العين، تجنب ترك العطور في السيارة أو الأماكن الحارة أو المقفلة، تجنب وضع العطور القوية في أماكن العمل أو لقاء الأصدقاء؛ لأن كثيرا من الناس أذواقهم تختلف عن ذوقك.
العطور تقسم إلى عدة أنواع في الاستخدمات منها: صباحية، أماكن العمل، مسائية، للحفلات، الأعراس، والسهرات الليلية، كما يلعب نوع البشرة الدهنية أو الجافة دورًا أساسيًّا بالاحتفاظ بقوة العطر، وليس من الذوق العام استخدام العطر أمام الجميع وعلى مرأى من الجميع، وعلى المرأة العربية عدم الانقياد وشراء العطور المقلدة أو الرخيصة أو غير معروفة المنشأ لما لها من أضرار صحية، بالإضافة إلى قلة الفعالية للغرض المستخدم والانتباه إلى تاريخ الصلاحية والمواد الثانوية المخلوطة مع العطر الأصلي ونسبة التركيز قبل الشراء والعلامة التجارية المستخدمة، وخصوصًا نحن الآن في أسواق تعج بالعطور المقلدة لجميع العلامات التجارية.
على أن نتطرق في المقالات القادمة على أهم فنون الإتيكيت التي تحتاجها المرأة العربية في عصرنا الحديث في ظل السرعة التكنولوجية المتجددة في حياتنا اليومية والمتأثرة فيها.

شاهد أيضاً

العبدالهادي يصدر الجزء الثاني من كتابه «مبدعات كويتيات»

Share