نظمت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية بالتعاون مع البنك الدولي جلسة حوارية تحت عنوان “قصص نساء ملهمات كسرن القيود”، بحضور رئيسة الجمعية لولوة الملا، ومشاركة عدد من النساء العاملات في مختلف المجالات، لا سيما في المجال الدبلوماسي مثل السفيرة التركية طوبى سونمز، وسفيرة كندا عليا مواني، إلى جانب حضور عدد من سيدات المجتمع المهتمات بشؤون المرأة.
بدأت الجلسة بكلمة ألقتها د. صفاء الكوقلي، مديرة البنك الدولي لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث وجهت تحية خاصة للنساء السودانيات، الفلسطينيات، واللبنانيات. كما قدمت شكرها لرئيسة الجمعية لولوة الملا وأمينة السر غادة الغانم وأعضاء مجلس الإدارة، معربة عن تقديرها لنضالهن في مجال تمكين المرأة، وأبدت تطلعها للتعرف على تجارب النساء الكويتيات.
وقالت الكوقلي: كل امرأة لديها قصة عن القوة والصمود والمثابرة وأشعر بالتواضع وأنا أقف أمامكم ومثل أي فتاة كان لدي أحلام كبيرة عندما كنت طفلة نشأت في السودان ومنحتني عائلتي مساحة لتنمية شخصيتي، وكنت محاطة بنساء قويات يطلبن التفوق في كل مهمة، ورجال ملهمين قالوا لي إن السماء هي الحد، وكان بيتنا مفتوحا للشعراء والأدباء والفنانين والسياسيين، وكنت أحفظ الأشعار وأرددها أمام الضيوف، وهذه البيئة الأسرية زرعت في نفسي الثقة والشغف بالتعلم، ولذلك تجرأت على الاستكشاف وكسر الحواجز عبر الحدود والمؤسسات العالمية وزرت 69 دولة حول العالم للاستكشاف والتعلم.
وأضافت: بدأت تعليمي في الخرطوم، وتخرجت في الولايات المتحدة واستكملت دراساتي في المملكة المتحدة، وبدأت العمل في البنك الدولي عام 2000، وانضممت من خلال برنامج المهنيين الشباب، وكنت أول امرأة سودانية يتم اختيارها بالبرنامج، وعملت كاقتصادية، ثم اقتصادية كبيرة فوجدت شغفي في التنمية البشرية، وكان لدي التزام بمساعدة الأطفال حول العالم فانضممت إلى قسم التنمية البشرية وعملت كقائدة لقطاع التنمية البشرية ثم مديرة لقطاع التعليم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنذ العام الماضي أتيت إلى الرياض ممثلة للبنك الدولي في الخليج كأول امرأة في هذا المنصب.
وتابعت: نؤمن بأن تمكين المرأة يتجاوز نطاق تحقيق العدالة، فهو محرك أساسي للابتكار والتقدم المجتمعي الشامل، علاوة على كونه ضمانا لمشاركة المرأة في جميع قطاعات الدولة بشكل فعلي لتحقيق التنمية المستدامة، والكويت رائدة في مجال تمكين المرأة، وصوت المرأة الكويتية وصل لكل العالم من خلال الرائدات مثل د.سعاد الصباح، وليلى العثمان، وفوزية السالم، ود.معصومة المبارك، ود.فايزة الخرافي.
من جانبها، قالت الباحثة في علم الطاقة د.فتوح الرقم إنها توجهت إلى الهندسة الميكانيكية بالرغم من قدرتها على الانخراط في عدة مجالات أخرى مثل الطب لكنها تبعت شغفها في مجال الطاقة، ما دفعها للنجاح في هذا المجال.
وذكرت الرقم أنها عملت بمعهد الأبحاث العلمية لمدة 30 عاما وحصلت على اعتراف دولي، مبينة أهمية وجودها في أعمال مختلفة لأنها تتمتع بأسلوب تفكير يسهم في تطوير العمل وتنميته، مشددة على أهمية تسليط الضوء على نماذج حية لوصول النساء إلى المراكز القيادية تشجيعا للأجيال على السعي وراء شغفهم ومصارعة الإحباطات والحواجز لاسيما المجتمعية منها، مؤكدة أنها خلال عملها بالمعهد لم تشعر بأي فرق بالتعامل بين الرجال والنساء والتنافس بينهم وصل إلى المناصب القيادية.
بدورها، قالت الرئيس التنفيذي لشركة أمنية لتجميع البلاستيك سناء القملاس أن هناك تحديات بأي مجال وليس فقط النفايات، ولكن استطعنا أنا وشريكتي فرح شعبان أن نكسر الحاجز وندخل مجال يتعلق بالنفايات وإعادة تدوير وتجميع البلاستيك، واستطعنا أن نثبت أنفسنا، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وقدرنا أن نأخذ اعترافات وشهادات عالمية لتجميع البلاستيك ونشر الوعي وهدفنا تغيير ثقافة الردم والاستهلاك، ولدينا مسابقة أمنية للمدارس تشارك فيها نحو 100 مدرسة، وستبدأ من يوم الأحد وستستمر لمدة شهرين.
وأكدت الغملاس أن الدافع والمثابرة والإصرار ليس له علاقة بالجنس، داعية إلى الاستمرار في العمل الذي يؤمن به الفرد ومواجهة التحديات لتحقيق النجاح.