من أكبر التحديات التي يواجهها رواد الأعمال هو كيفية إتخاذ القرارات، وقد يرجع ذلك إلى كون الكثير من رواد الأعمال من صغار السن ولا يملكون خبرات إدارية كافية تمنحهم الثقة لصنع قرارات إستراتيجية يكون لها تأثير كبير على المشروع، حيث إن القدرة على إتخاذ القرارات الصائبة تتطلب الخوض في العديد من التجارب والتي تساعد على تحليل الأمور من عدة جوانب وبالتالي يكون القرار مبني على حقائق وليس بشكل عاطفي ومتسرع.
لذلك يجب على رواد الأعمال الحرص على تنمية هذه المهارة بشكل تدريجي وذلك يتطلب بعض الوقت، سنقترح بعض النصائح التي تساعد على تنمية مهارة صنع القرارات لرواد الأعمال.
في بداية المشروع من الضروري الإستعانة بأصحاب التجارب وبالتحديد في القرارات المهمة، حيث أن الخطأ فيها قد يتسبب في عدم القدرة على إستكمال المشروع لصعوبة تصحيح هذا القرار الخاطيء، أو بسبب التكلفة العالية للتصحيح والتي قد لا يتمكن رائد الأعمال من تحملها لمحدودية الموارد المالية في بداية المشروع. بالإمكان القيام بذلك من خلال حضور جلسات إرشادية مع رواد أعمال ناجحين ومناقشتهم للعقبات والتحديات التي تصاحب مرحلة التأسيس، ويجب أن يقتصر دور المرشد على مساعدة وتوجيه رائد الأعمال على إتخاذ القرار الصحيح وليس إتخاذ القرار بالنيابة عنه، والسبب في ذلك لمنحه الثقة في إتخاذ القرارات خاصة عندما يكون القرار صائب وكذلك ليتحمل نتيجة القرار عندما يكون خاطئ ويعمل على تصحيحه بنفسه بدون الإستعانة بالآخرين قدر الإمكان.
من الأمور المهمة أيضاً هو مراجعة القرارات التي تم إتخاذها بشكل دوري وتحليل نتائجها وتأثيرها على المشروع سواء بشكل سلبي لتصحيحها أو بشكل إيجابي وذلك لتطويرها، من الأمثلة على ذلك عند القيام بحملة تسويقية يجب تحليل نتائج هذه الحملة من ناحية التمكن للوصول إلى العملاء المستهدفين، مدى تقبلهم للإعلان، هل تمكنت الحملة من كسب عملاء جدد وبعدد يتناسب مع أهداف الحملة؟ فبعد مراجعة نتائج الحملة التسويقية يكون من السهل معرفة إذا ماكانت الحملة ناجحة أم لا وبالتالي يتضح لصاحب المشروع بأن القرار حقق الأهداف المرجوة أو قد يحتاج إلى تطوير لتحقيق نتائج أفضل في الحملات التسويقية القادمة. الجدير بالذكر عند إتخاذ قرارات وإتضح فيما بعد بأنها خاطئة فإن ذلك يعتبر أمر طبيعي وجميع أصحاب المشاريع مروا بهذه التجربة إلا أن مراجعة القرارات بشكل دوري يساعد على تصحيح هذه القرارات قبل أن يكون لها تأثير وضرر كبير من الصعب تصحيحه.
كذلك يجب عدم التسرع في أخذ القرارات وأن تكون مبنية على نظرة شاملة وليس فقط من جانب واحد، حيث أن بعض القرارات قد تبدو صحيحة ولكن يكون لها أبعاد مختلفة تؤثر عليها بشكل سلبي مما ينتج عنه ضرورة تجنب تنفيذها وذلك لأن الضرر المصاحب لها سيكون أكثر من فائدتها. لذلك من المهم تنمية القدرة على إتخاذ قرارات صحيحة وسريعة بشكل تدريجي حيث أن بعض القرارات لا تحتمل الإنتظار وقد يتسبب التأخير في اتخاذها إلى خسارة فرص أو عملاء محتملين، إلا أن ذلك يتطلب كسب الثقة بالنفس بعد التمكن من أخذ العديد من القرارات الصحيحة والتي كان لها تأثير إيجابي في نجاح المشروع.
صناعة القرارات مهارة مهمة جداً ويجب على جميع رواد الأعمال الحرص على إكتسابها وتنميتها لمساعدتهم على تخطي العديد من التحديات من خلال إتخاذ قرارات صائبة (فوربس).