
نشأت جايد لو مايتر في بلدة شاتوفورت الفرنسية الصغيرة بضواحي باريس، على بعد كيلومترات من مركز ساكلاي للأبحاث النووية، وأحد معامل فرنسا البحثية العديدة التي تديرها الدولة. قضت طفولتها ضائعة في كتب جول فيرن، مثل عشرين ألف فرسخ تحت البحر، حيث كان البطل دائمًا مهندسًا، عرفت لو مايتر أنها تريد أن تصبح مهندسة أيضًا.
اليوم، لو مايتر، 30 عامًا، هي رئيس قسم التكنولوجيا وأحد مؤسسي شركة Hease Robotics، وهي شركة ناشئة مقرها ليون، تقوم بتطوير روبوتات خدمة عملاء مستقلة للمحلات التجارية والمطارات والمتاحف والمكاتب، جمعت رائدة الأعمال 2.3 مليون دولار منذ بدأت العمل في عام 2016، وتم نشر روبوتاتها بواسطة شركات مثل شركة Total للنفط والغاز، ومجموعة البناء Vinci، وسلسلة محلات السوبر ماركت Leclerc، وخدمة السكك الحديدية الفرنسية التابعة للدولة الفرنسية SNCF، تقول لو مايتر إن مهمتها هي “وضع الروبوتات في الأماكن العامة، حيث يمكنها حل المشاكل اليومية وإلهام الناس العاديين، وتقول لفوربس “كمهندسين ، لدينا القدرة على بناء المستقبل الذي نريده”.
مرت ثماني سنوات منذ تخرج لو مايتر من كلية EPF للهندسة في مدينة سكو (تأسست لأول مرة في عام 1925 كمؤسسة للنساء فقط من قبل المهندسة ماري لويز باريس التي ميزت نقص النساء الذي واجهته في دراساتها الخاصة)، لقد تغيرت الأزمنة ومنذ عام 1994 أصبحت EPF مختلطة، لكن لا يزال هناك نقص في المهندسين الإناث، في فرنسا، هناك أقل من واحد من بين أربعة مهندسين من النساء، وتقول لو مايتر إن رجال الأعمال لا يزالون يطلبون باستمرار التحدث إلى “السيد لو مايتر” مفترضين بالخطأ أنها يجب أن تكون رجلاً.
لم يمنع هذا لو مايتر من الصعود في المشهد التقني الفرنسي والأوروبي: فهي مستشارة خبيرة في المفوضية الأوروبية، وتظهر بانتظام على التلفزيون الفرنسي، وساعدت في قيادة أحداث الروبوتات مثل قمة Innorobo، ورائدة الأعمال أيضا أحدى المؤسسين لحركة Lyon-Is-AI حيث تدافع عن النظام البيئي للذكاء الاصطناعي الفرنسي وأحد مؤسسي مجتمع الروبوتات الاجتماعية، وهي مرشدة لشبكة Lyon French Tech IOT Manufacturing وتجلس في مجالس إدارة ثلاث شركات ناشئة، كل هذا هو السبب في أن لو مايتر حصلت على مكان في قائمة فوربس لأعلى نساء في التقنية لأول مرة اليوم.
ليست لو مايتر المهندسة الوحيدة التي تقود شركة ناشئة في مجال الروبوتات بقيمة مليون دولار في قائمتنا لأفضل 50 شركة في مجال التكنولوجيا في أوروبا، أمّنت النرويجية كريستين سبيتن، 28 عامًا، هذا العام أيضًا تمويلا بقيمة 6 ملايين دولار لتطوير عملها Blueye Robotics ذاتي التشغيل تحت الماء.
كانت سبيتن تتدرب في شركة النفط والغاز الوطنية النرويجية Kongsberg عندما استخدمت لأول مرة (ROVs المركبات التي تعمل عن بعد تحت الماء)، ألهم هذا طالبة الهندسة لتأخذ دروسًا في الروبوتات في جامعة ريو دي جانيرو الاتحادية UFRJ في البرازيل، كجزء من ماجستير العلوم في جامعة العلوم الحياتية النرويجية، عندما تخرجت سبيتن في عام 2015، شاركت في تأسيس Blueye Robotics مع حلم بناء مستكشف تحت الماء يمكن لأي شخص التحكم فيه بسهولة من هاتفه الذكي، تقول سبيتن، التي تجلس في المجلس الاستشاري لمبادرات الأبحاث البيئية REVOcean وPassion for Ocean إضافة إلى مجلس الأعمال الرقمي الرقمي التابع للحكومة الرقمية Digital21، “أردت أن أتمكن من إنشاء أدوات يمكن أن تحدث تغييرًا، أردت أن أترك تأثيرًا”.
تسمح Blueye Robotics اليوم للفضولي وللواعي البيئي بالبقاء لفترة أطول في أعماق المحيطات التي لم تر من قبل، يمكن لمركبة الشركة ذاتية التشغيل، التي يبلغ سعرها 6000 دولار، الغوص حتى عمق 150 مترًا (أي ما يقرب من ارتفاع برج بي تي في لندن) ويتم استخدامها الآن من قبل المنظمات غير الحكومية لرسم خرائط المحيطات وتنظيفها في النرويج والولايات المتحدة واستراليا، تقول سبيتن إن نشأتها كمحلية رقمية عنت أنها من الطبيعي أن ترغب في “استخدام التقنية لتحقيق الصالح العام”.
تعتبر سبيتن مثل لي مايتر، واحدة من القلائل من خريجات الهندسة الإناث في بلدها الأم، ففي النرويج، تشكل النساء أقل من 20٪ من المتقدمين بنجاح إلى الهندسة الجامعية، إنها صورة متشابهة عبر العديد من الأنحاء الصناعية في أوروبا، وفقا لليونسكو، تشكل النساء 19 ٪ فقط من المهندسين في ألمانيا، و22 ٪ في فنلندا، قبرص هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي حققت المساواة بين الجنسين في الهندسة، بينما تشكل النساء 11٪ فقط من القوى العاملة الهندسية في المملكة المتحدة.
لم يمنع هذا المناخ الذي يسيطر عليه الذكور رائدات الأعمال الأوروبيات من اختراق مجال الروبوتات من خلفيات مختلفة، النرويجية كارين دولفا، 28 عامًا، هي مؤسِّسة No Isolation والعقل وراء AV1 – ، وهو روبوت صغير يسمح للأطفال المرضى بدفق الدروس من فصولهم الدراسية وتبقيهم على اتصال بأقرانهم في المدرسة، منذ إطلاقه في عام 2015، جمعت الشركة 6 ملايين دولار، هذا رغم أن دولفا ليس لديها أي تدريب سابق في مجال الروبوتات.
تقول دولفا، التي درست تصميم تجربة المستخدم في جامعة أوسلو “لا أظن أنه بدأ بسبب الحماس تجاه الروبوتات، بل كان متعلقا بشكل أكبر بالحماس لحل المسألة نفسها”، التقدم في التقنية، بما في ذلك القدرة على الطباعة ثلاثية الأبعاد واختبار لوحات الدوائر الكهربائية على الطلب وتجربة مجموعات Raspberry Pi، سمحت لـ No Isolation بتطوير نماذجها الأولى في غضون شهرين فقط، وتقول “لقد تغيرت لعبة الأجهزة”.
لكن لا يزال هناك أحد المجالات الذي ينتظر تغييرا ضخما، هو عالم الاستثمار، ما يقرب من مستثمر واحد فقط من كل 40 مستثمرًا قابلته دولفا كان امرأة، ومع ذلك فإن عددًا من كبار داعمي No Isolation هم من الإناث، ربطت العديد من المنظمات، بما في ذلك DiversityVC في بريطانيا، التدفق الباهت للاستثمار إلى المؤسسين النساء مع عدم وجود صانعات قرار نساء في فرق الاستثمار، تقول دولفا، التي تركز الآن على تطوير جهازها الثاني – قرص مبسّط يسمح للأجداد التناظريين بأن يشعروا بارتباط أكثر مع عائلاتهم – “من الأسهل في الأغلب الشرح عندما يكون هناك شخص ما على الجانب الآخر من الطاولة يستطيع رؤية نفسه فيّ”.
رائدة التقنية السويدية هيلينا سامسيوي هي رائدة أعمال أخرى حققت النجاح في مجال الروبوتات عبر طريق جانبي، تعرف رائدة الأعمال باسم “ملكة الطائرة دون طيار”، لتأسيسها شركة GLOBHE العالمية التي تقدم خدمات الطائرات دون طيار في عام 2015، وهو الوقت الذي تقول فيه إن الصناعة كانت 80٪ من الذكور تقريبا، أجرت GLOBHE هذا العام أول عملية تسليم للطائرات دون طيار ذات الذكاء الاصطناعي العالم، حيث أطلقت خدمة identifAI، والتي تنتظر براءات الاختراع، لمساعدة الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى في التعامل مع الكوارث الطبيعية.
كانت سامسيوي طيارة متقدمة للطائرات دون طيار، وكانت معجبة دائمة بالطائرات دون طيار، كان تطيرهم لتصوير الأفلام والصور أولًا، ولكنها لم تدرك حتى درست التقنية كجزء من برنامج الماجستير في إدارة الكوارث أن الطائرات دون طيار يمكنها تقديم رؤى مبكرة عند وقوع الكوارث، قامت رائدة الأعمال، التي عملت سابقًا في قسم الشؤون الخارجية في وزارة الخارجية السويدية وفي زامبيا مع شركة Helseplan للاستشارات الصحية، بإقامة الشركة من الصفر لتكون شركة مدرة للدخل.
تقول سامسيوي، مشيرة إلى عدد الدرجات العلمية المجمعة التي تشمل وحدات التقنية ولكن لديها تركيز أكبر، “إننا ننتقل من التركيز على التقنية من 10 سنوات ماضية، إلى التركيز على ما يمكنك القيام به بالتقنية”، تضيف سامسيو، والتي تكرمت مؤخرًا بجائزة SKAPA، وهي واحدة من أكبر جوائز الابتكار في السويد، “تمكننا من رؤية عناصر عالمين مختلفتين وجمعهم معا، إنها قوة كبيرة”.
رغم أن صناعة الطائرات دون طيار لا تزال بحاجة إلى أن تكون أكثر شمولاً للنساء – تقول سامسيو إنها غالبًا ما تعامل كما لو أنها “لا تعرف حقًا ما تفعله” – التحدي الأكبر هو التنقل في ميدان اللعب، حيث لا تزال القواعد لم تقرر بعد، ولا تزال العديد من أنشطة الطائرات دون طيار غير قانونية، لحسن الحظ في هذا الصدد، فإن الصناعة تنفتح بوتيرة سريعة، كما تقول سامسيو “إذا كنت رائدًا، فلديك فرصة جيدة لاقتناص جزء كبير من السوق القادمة”.