
عندما لا يكون لرئيس الشركة هو الرئيس التنفيذي، قد يحدث تداخل بين مهام الأول والثاني يؤدي إلى صراع بينهما، وارتباك كبار المديرين في الشركة.
فما هي الممارسات الصحيحة لرئيس الشركة، وكيف تختلف عن الممارسات التقليدية لكبار المسؤولين التنفيذيين، والرئيس التنفيذي على وجه التحديد؟
بحسب تقرير لـ«هارفارد بزنس ريفيو».. فإن هناك مهارات مطلوبة للنجاح في مهمة رئيس شركة.
بحثًا عن إجابة دقيقة، أطلق مركز حوكمة الشركات التابع لكلية إدارة الأعمال «إنسياد»، مشروعًا بحثيًا استطلع خلاله آراء 200 رئيس تنفيذي من 31 دولة، وحاور خلاله 80 رئيسًا منهم و60 مساهمًا وعضوًا بمجالس الإدارة في مقابلات مباشرة مطولة.
وظيفة رئيس شركة مختلفة تمامًا عن الرئيس التنفيذي، ويحددها مهارات وممارسات بعينها، ويمكن تلخيص متطلبات هذا المنصب في بعض القواعد الرئيسية.
اتخاذ الخطوات الجريئة
أكثر من 85% من رؤساء الشركات الذين خضعوا للدراسة، نجحوا في مناصبهم بفضل قدرتهم على صياغة الرؤى واتخاذ الخطوات الجريئة، وتعيين الأشخاص المناسبين، وإصدار الأوامر، وتحمل المسؤولية، وتحديد الأمثلة المستهدفة.
تقول «ديان بيلرتس» واحدة من المشاركين في الدراسة من بلجيكا: «بعدما أصبحت رئيسة لشركة، كان أصعب شيء بالنسبة لي هو إلغاء دوري كرئيسة تنفيذية، وفي البداية حاولت دائمًا البحث عن أفضل الحلول للمشاكل وعرضها على الإدارة».
لاحقًا، بعد التحاقها بورشة عمل مع رؤساء شركات من ذوي الخبرة، أدركت «بيلرتس» أنها بذلك تخنق أدوار بعض المديرين وتحد من فرص الاستكشاف الجماعي للحلول، ومع ذلك ظلت تواجه صعوبة في تغيير أسلوبها.
وتوضح أنهلا «بالعمل مع مدرب خاص، تغيرت من الشخص الذي يفعل كل شيء إلى الشخص الذي يساعد الآخرين على القيام بمهامهم، وتقول: اليوم أشعر بارتياح كبير».
بناء فرق العمل
الرئيس التنفيذي السابق لسلسلة متاجر تجزئة دولية ديفيد فيتزالان، حاول جاهدًا تطبيق نهجه لبناء فرق العمل خلال الأيام الأولى لتوليه رئاسة شركة، وعقد لقاءين خارجيين للتحدث عن الأهداف المشتركة وقواعد عمل الفرق والتوقعات المشتركة للأعضاء.
خلال اللقاء الأول حضر جميع المديرين العشرة، لكن عند اللقاء الثاني جاء ستة مديرين فقط، ومع ذلك ظل فيتزالان يحاول معهم، وبعد ثمانية عشر شهرًا، أظهر تقييم مجلس الإدارة نتيجة سيئة بالنسبة إليه، إذ اعتبر المديرون جهوده بلا قيمة.
وبعد تفكير في التعليقات، أدرك أن المديرين ليسوا فريق عمل تقليدي، وبطبيعة الحال يقضون وقتًا قليلًا معًا، حوالي «أربعة إلى ستة اجتماعات سنويًا، بجانب بعض اجتماعات اللجان والمكالمات»، وعادة ما يشغل كل عضو مقعدًا في أكثر من شركة.
التعاون في هذا السياق، هو ما تسميه «إيمي إدموندسون»، الأستاذة بكلية إدارة الأعمال التابعة لجامعة هارفارد «التعاون كفريق»، قائلة: يكون ذلك لجمع الخبراء في مجموعة مؤقتة بغرض حل المشكلات التي قد يواجهونها للمرة الأولى والوحيدة».
لتفعيل هذا النهج يجب التحول من تحديد معايير تشكيل الفرق وبناء الثقة، إلى التركيز على تحديد نطاق العمل التعاوني وتنظيمه وترتيبه بسرعة.
بناءً على ذلك، يتفاعل «فيتزالان» الآن مع المديرين بشكل فردي قبل الاجتماعات، ويتشاور معهم مبكرًا لتحديد بنود جدول الأعمال، وبعد اللقاءات يتابع من كثب الملحوظات والتقارير والمكالمات الهاتفية ومحضر الاجتماع.
الاستعداد لاتخاذ القرار
ينصبُّ جزء كبير من عمل رئيس الشركة على وضع جدول أعمال وبيانات موجزة حولها، فعلى سبيل المثال، يبدأ «فان دير ميروي» إعداد جداول أعمال الاجتماعات قبل عام من موعدها، إذ يطلب مدخلات كثيرة من الرئيس التنفيذي وكبار الموظفين، لإعداد جدول الأعمال يحرص على أن تكون البنود استراتيجية وتشمل التفاصيل، مع الاستعداد لاتخاذ القرار، ويشتمل كل جدول على ستة بنود كحد أقصى، وعادة ما يعده على مهل، ليمنح مهلة أكبر للمناقشات إذا لزم الأمر أو لإضافة بند غير متوقع».
قبل اعتماد الجدول النهائي، يوزع «فان دير ميروي» مسودة منه على الأطراف المعنية، ويفعل الأمر ذاته عند إعداد البيانات الموجزة ويعلق على ذلك قائلًا: الناس يستعدون بشكل أفضل عندما تكون المواد واضحة وموجزة مع تصورات دقيقة.
اللجان مفتاح النجاح
يتفق الرؤساء ذوو الخبرة على أن تفعيل اللجان هو مفتاح النجاح، أو كما يقول «فان دير ميروي»: ننجز ثلاثة أرباع العمل خلال اجتماعات اللجان، فاللجان صغيرة الحجم ويتسم أعضاؤها بالتخصص، ودائمًا ما تكون نقاشاتها مباشرة ودقيقة.
الإنتاجية الجماعية
رغم أن العديد من رؤساء الشركات المعينين حديثًا يتوقون إلى استخدام معرفتهم وخبرتهم بشكل كامل، لكن الواقع القاسي يؤكد أن الإنتاجية الجماعية تعاني عندما يكون لقائد المجلس وجهات نظر قوية حيال قضية معينة.
«جين ماكلويد» التي مرت بتطور مشابه تقول: إذا كنت ترغب في رؤية الصورة بأكملها وتسهيل عمل المجموعة، لا تلعب ضمن الفريق، لا تسأل نفسك ما هو أفضل حل لمشكلة ما، وإنما.. ما هي أفضل طريقة لتنظيم مناقشة حول المشكلة.
معايير تقييم الأداء
في كثير من الأحيان عندما يصبح الرؤساء التنفيذيون السابقون رؤساء شركات، يبدؤون البحث عن معايير لتقييم الأداء، والبعض يستعين بمستشارين استراتيجيين للمساعدة في تطوير مثل هذه المقاييس.
يقول «فرانز أبنزلر» الذي يرأس شركتين متعددتي الجنسيات في سويسرا: القرارات التي يتخذها رئيس شركة اليوم ستشكل مستقبل الشركة لعقود قادمة، ومن السذاجة الاعتقاد بأنه يمكن وضع مقياس لمعرفة مدى فعالية المجلس بحلول نهاية العام.
نقلا عن القبس الكويتية