الجمعة , 20 يونيو 2025

لماذا يستمر الموظف في عمله إذا كان يكرهه؟

1132
لم يجد مختصون أدق من كلمة «أسرى» لإطلاقها على الذين يكرهون عملهم ويستمرون فيه. وبحسب دراسة صادرة عن شركة الاستشارات للموارد البشرية «آون هيويت» شملت 500 ألف عامل، تبيّن أن %8 تقريباً من الموظفين في العالم غير مهتمين بعملهم، وفي الوقت ذاته لا حافز لديهم لتركه. لهذا استحق هؤلاء العاملون التعساء الخاملون لقب «الأسرى».
في غياب الحافز للعمل يتحول هذا الأخير إلى مجهود شاق، ويتسرب إلى بقية نواحي حياة الموظف. يقول كين أوهلر من «آون هيويت»: «إذا كنت لا تشعر بأي ارتباط نحو عملك، وأنك عالق في وظيفتك، فأي نوع من زوج أو شريك أو صديق أو حياة لديك خارج نطاق عملك؟ أنت في وضع لا تحسد عليه».
لماذا لا تفعل شيئاً حيال هذا الوضع؟ لمَ لا تحاول تغيير ظروفك، لاسيما إذا تحسن سوق العمل؟
بحسب تعريف هيويت، فإن هؤلاء الأسرى عاجزون عن إيجاد عمل، ويفقدون الرغبة بالبحث عن عمل آخر، وذلك ببساطة لانهم في غالب الأحيان يحصلون على أجر أعلى مما يستحقونه، إذ وجدت الدراسة أن أكثر من %60 من «الأسرى» يجنون أجوراً أعلى من متوسط ما يتقاضاه آخرون في السوق ذاته، مقارنة مع حوالي %48 من «غير الأسرى» يتقاضون أجوراً أعلى من المتوسط.
يقول أوهلر: «هذه الفئة تتقاضى أجراً أعلى مما قد تحصل عليه لو انتقلت إلى عمل آخر في السوق، وبالتالي يصبح الكسل هو المسيطر على الأداء. وكلما طال بقاؤك في المؤسسة، زادت إمكانية استمرارك في الوظيفة نفسها».
بالمقابل، يعتقد أوهلر أن عبء تحقيق السعادة لا يقع بالكامل على كاهل الموظف، فالمؤسسة مسؤولة عن دفع الموظفين إلى المشاركة في العمل، والشعور بالمسؤولية نحو الوظيفة. ولا شك أن جميع «الأسرى» يعلمون أن شركاتهم لن تقدم لهم هذا الشعور بالارتباط نحو المؤسسة وضرورة المشاركة في العمل، في هذه الحالة يقوم الموظف الآخر «غير الأسير» بالمهمة.

شاهد أيضاً

الاستثمار في المرأة مفتاح التنمية المستدامة

Share