الجمعة , 20 يونيو 2025

ما هو واقع شركات التكنولوجيا النسائية؟

رينيتا داس *

في عام 2002، اعتنرفت منظمة الصحة العالمية بأهمية النوع الجنساني (الجندر) في تحديد العوامل الصحية، ولكن ذلك كان قبل 17 عاماً، ويبقى السؤال: هل نجحنا في العمل بذلك؟ وأين نحن اليوم؟ وهل نتحرك إلى الأمام أم نرجع إلى الوراء؟

بحلول عام 2020، سوف يصبح حجم الاقتصاد النسائي أكبر من حجم اقتصاد الصين والولايات المتحدة، حيث تُبين الإحصاءات أن 80% من النساء حول العالم يعرفن عن الذاتية، ولكن لايوجد سوى 1% منهن على استعداد لإيجاد الوقت في جدول أعمالهن المزدحم أو تغيير نمط إنفاقهن لدعم ذلك. وقدرت قيمة دخل النساء على الصعيد العالمي بما يصل إلى 18 تريليون دولار عام 2018، أي ما يعادل إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة تقريباً، والذي قدر بـ19.4 تريليون دولار في عام 2017، كما إنهن يؤثرن على ما يصل إلى 20 تريليون دولار من الإنفاق العالمي.

وعندما تنظر إلى تمويل برامج البحث والتطوير فيما يتعلق بالرعاية الصحية في العالم، لن تجد سوى 4% فقط من البرامج لها علاقة بالرعاية الصحية النسائية. وحتى في التجارب السريرية، لن تجد سوى 35% فقط من المشاركين فيها فيما يتعلق باضطرابات القلب والأوعية الدموية من النساء، ولا يقدم سوى 25% فقط من هذه التجارب نتائج متحققة خاصة بالجنسين. إن هذا الأمر له أهمية كبيرة لأن الباحثين اكتشفوا اختلافات بين الجنسين في الطريقة التي يتسجيب بها الجسم للأدوية المختلفة. وفي الوقت الذي يمكننا فيه إعداد أدوية متخصصة، فإن التحيز الجنساني في الدراسات السريرية يسلط الضوء على عدم أهمية النوع الجنساني في مجال البحث في قطاع الرعاية الصحية.

ورغم الإنجازات المحققة في قطاع الرعاية الصحية، لا يوجد سوى قدر ضئيل من المناقشات حول الصحة النسائية، فيما يتجاوز تلك المتعلقة بالحمل والطمث، ما يشير إلى وجود مجالات أخرى لم يتم الخوض فيها.

ومن الواضح أن النوع الجنساني له تأثير كبير على كثير من المحددات الاجتماعية للصحة بما في ذلك التعليم والتوظيف والدخل والمستوى الاجتماعي والتعرض للإيذاء، واختلاف السلوك فيما يتعلق في تلقي الرعاية الصحية والحصول على خدمات الرعاية الصحية والتوقعات الاجتماعية.

واليوم، نحن بحاجة إلى دفع الحوار فيما يتجاوز المحددات الاجتماعية العامة للصحة إلى محددات اجتماعية جنسانية بشكل أكبر. ويتعين أن تحتوي قائمة المحددات على العوامل المختلفة مثل مدى أثر سوء المعاملة (الجسدية والعقلية) على النساء وقدرة الإنفاق ونظام الدعم والحلول المتوفرة للنساء العاملات وأعباء المسنات منهن وتربية الأطفال. وتعد هذه العوامل كلها ضرورية ليس فقط لتحديد ما إذا كان النساء يتمتعن بصحة سليمة، ولكن أيضاً من أجل معرفة ما إذا كن يعانين من سوء نوعية حياتهن.

وتمثل النساء العاملات اليوم ما يصل إلى 50% من القوى العاملة في الولايات المتحدة، كما أن 60% من طلاب الكليات في أوروبا من النساء، ما يشير إلى أن المستقبل سيشهد وجود الكثير من النساء المؤهلات في سوق العمل أكثر من الرجال. وسيشهد الاقتصاد العالمي زيادة بنسبة 15% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي في حالة تساوي معدلات التوظيف بين النساء والرجال. ومن خلال تأثير النساء على الإنفاق العالمي، يبدو إنه بدأ في التحول بالفعل إلى اقتصاد نسائي. ورغم ذلك، لا تحصل النساء إلا على القليل من الموارد لمساعدتهن في النجاح في العمل.

وتعتبر هذه فرصة كبيرة لمنصات خدمات الصحة الرقمية للتدخل واكتشاف العلامات الأولى للإجهاد والتوتر والمؤشرات الصحية الأخرى التي من شأنها مساعدة النساء على ملاحظة حالاتهن الصحية واتخاذ القرارت المتعلقة بنمط الحياة المتبع للتحكم في صحتهن بشكل أكبر.

ومع وجود العديد من الشركات الناشئة المنتجات المبتكرة التي أطلقت في السنوات القليلة الماضية، تستمر شركات التكنولوجيا النسائية في التوسع، كما أنه متوقع لها أن تصبح سوقاً مقدراً بما يصل إلى 50 مليون دولار بحلول عام 2025. ويقدر التمويل الاستثماري في شركات التكنولوجيا النسائية في عام 2018 بما يزيد عن 400 مليون دولار، وهو ما يعتبر انجازاً كبيراً مقارنة بقيمة التمويل المحقق في عام 2013 المقدر بـ100 مليون دولار فقط، كما إن قيمة الاستثمار تزيد بمعدل نمو سنوي مركب مقدر بـ32% تقريباً.

إن شركات التكنولوجيا النسائية لديها القدرة على تمكين النساء من تجاوز العوائق التكاليفية في الدول النامية. وعلى سبيل المثال، قامت المنظمة التي تدعى (CareNx) بتطوير تطبيق لها على الهواتف لمتابعة الرعاية الصحية أثناء فترات الحمل يدعى (CareMother)، وتهدف تلك المنصة إلى تمكين النساء في المناطق الريفية من الحصول على التشخيصات في الوقت المناسب فيما يتعلق بحالات الحمل عالية الخطورة، وتوصيلهم بالأطباء في أسرع وقت ممكن. وهناك أيضاً العيادة الرقمية للرعاية الصحية (Maven Clinic) التي تقدم المساعدة للأمهات والعائلات خلال فترات الحمل والفترات ما بعد الولادة، حيث تقدم الخدمات مثل التلقيح الاصطناعي ومتابعة عمليات تجميد البويضات وعمليات الحمل البديل وعمليات التبني وحتى خدمات توصيل حليب الثدي. ومن الأمثلة الأخرى لهذه المنصات، الشركة الناشئة الرقمية الهندية للرعاية الصحية (Celes Care) التي تقدم خدمات العيادات الصحية الإلكترونية للنساء، والتي تعتبر الأولى من نوعها في الهند.

هناك حاجة ملحة لوجود منصات خدمات الرعاية المختلفة الخاصة بالنساء ويرجع ذلك إلى فسيولوجية النساء المختلفة ودورهن الهام في المجتمع. ومن الضروري أن تكون الحلول المقدمة مصممة خصيصاً للنساء لتحسين إجمالي نواتج الرعاية الصحية في الدولة ولتعزيز الاقتصاد.

  • فوربس

شاهد أيضاً

الاتحاد النسائي الإماراتي ينظم ملتقى “جودة الصحة النفسية للمرأة”

Share