السبت , 21 يونيو 2025

«نقص الثقة» يُعيق معرفة المرأة المالية

مرت أربع سنوات منذ أن تم تشييد تمثال «الفتاة الشجاعة» البرونزي بتكليف من مجموعة إدارة الأصول State Street Global Advisors، في نيويورك للترويج لقضية المرأة في الأعمال والتمويل. لكن الشابة الشجاعة التي نحتت تمثالها النحاتة كريستين فيسبال، وتقف واثقة بنفسها أمام بورصة نيويورك، لا يزال أمامها طريق طويل لإنجاز مهمتها.

فبحسب دراسة أكاديمية تحت عنوان «الفتاة الجريئة: المعرفة المالية والمشاركة في سوق الأوراق المالية»، لا تزال النساء بعيدات عن كونهن جريئات عندما يتعلق الأمر بالتمويل.

ويمثل نقص الثقة ثلث المستويات المنخفضة للمعرفة المالية لدى النساء مقارنة بالرجال، كما خلصت الدراسة التي أعدها فريق دولي من الباحثين من ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة. في حين تمثل الفجوات الحقيقية في المعرفة الباقي.

تقول أناماريا لوساردي، مؤسسة مركز محو الأمية المالية العالمية في جامعة جورج واشنطن، وأحد مؤلفي الدراسة «لقد حان الوقت لتحويل الفتاة الشجاعة إلى امرأة شجاعة في كل مكان».

وأجري البحث بالتعاون مع البنك المركزي الهولندي، الذي استطلع آراء أكثر من 1500 رجل وامرأة من خلال طرح ثلاثة أسئلة حول أساسيات أسعار الفائدة والتضخم وتنويع الاستثمار. وأكدت الدراسة أن الرجال يميلون إلى أن يكونوا أكثر معرفة بالأمور المالية من النساء. وفي اختبار متعدد الخيارات مع خيارين أو ثلاثة لكل سؤال، أجاب %75 من الرجال على الأسئلة الثلاثة بشكل صحيح مقابل %60 من النساء.

فجوة بين الجنسين

لكن الدراسة حددت للمرة الأولى أن جزءا كبيرا من الفجوة بين الجنسين في الأمية المالية عند النساء يعود إلى التوتر، ففي نسخة سابقة من الاختبار أعطي خيار إضافي وهو «لا أعرف»، حصلت النساء على أقل من النصف بنسبة %29، ويرجع ذلك أساسا إلى عدد كبير من إجابات «لا أعرف». في حين سجل الرجال %58.

وتضيف لوساردي «يعتقد العديد من النساء أنهن لا يعرفن. لكن عندما تجبرهن على تقديم إجابة، فإنهن في الغالب يعرفن الاجابة». وأظهرت الدراسات في البلدان الغنية والفقيرة في جميع أنحاء العالم مستويات متشابهة من تراجع مستوى الثقة عند النساء في الأمور المالية.

ويعتقد الباحثون أن تداعيات عدم المساواة بين الجنسين عميقة، إذ خلص البحث إلى أنه «بالنسبة للقرارات المالية طويلة الأجل مثل الاستثمار وخطط ادخار التقاعد والمدخرات الخاصة وتراكم الثروة، يمكن أن تكون مستويات الثقة المنخفضة ضارة بالمرأة. وقد يتفاقم تأثير ذلك على النساء، لأنهن يتمتعن بمتوسط عمر أطول بكثير من الرجال».

ومن المتوقع أن يتضخم التأثير بسبب أزمة فيروس كورونا، إذ إن هناك أدلة متزايدة في جميع أنحاء العالم على أن الموارد المالية للمرأة قد تأثرت بشكل غير متكافئ بالآثار الاجتماعية والاقتصادية للجائحة خلال العام الماضي.

وحذرت الأمم المتحدة من خطر خسارة جيل أو أكثر من المكاسب في المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة، مما يعيق التقدم في سد فجوة الأجور بين الجنسين.

وفي المملكة المتحدة، أظهرت الدراسات أن النساء في كثير من الأحيان يعملن في القطاعات التي عانت من الإغلاقات بفعل الجائحة، مع وجود مخاطر أكبر لفقدان وظائفهن وأنهن من تحمل العبء الأكبر في رعاية الأطفال والتعليم المنزلي في ظل الإغلاق.

وتقول جينا ميلر، الناشطة المناهضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومديرة تنفيذية في احدى شركات إدارة الأصول لصحيفة فايننشال تايمز إنها تعتقد أن النساء العاملات من المنزل يخسرن ماليا نتيجة لذلك. وتضيف «ماذا يعني ذلك لكيفية الحكم عليها في ما يخص المكافآت؟ وكيف يتم تقييم مساهمتها في دخل الرسوم؟ هناك الكثير من الأسئلة حيال هذا الأمر وهي مقلقة للغاية».

وتقول واحدة من كل أربع نساء على مستوى العالم إن الجائحة كان لها تأثير سلبي في حياتهن المهنية، وفقا لدراسة أجرتها مؤسسة فديلتي انترناشيونال بمناسبة يوم المرأة العالمي.

ما يقرب من نصف النساء اللاتي شملهن الاستطلاع، البالغ عددهن 6 آلاف امرأة، قلن إنهن قلقات بشأن وضعهن المالي ككل، في حين قالت ثلاث نساء من كل 10 إنهن عانين من انخفاض في دخلهن الشخصي في العام الماضي، وقالت الربع إن قدرتهن على الادخار والاستثمار كانت محدودة.

مدخرات تقاعد أقل

بحسب بحث جديد أجرته مؤسسة سكوتيش ويدوز فإن المرأة البريطانية في العشرينات من عمرها في طريقها إلى الحصول على مدخرات تقاعد تقل بمعدل 100 ألف جنيه إسترليني من الرجل في نفس العمر عند التقاعد. ويعود هذا التفاوت إلى أن النساء أكثر عرضة لأن يحصلن على متوسط دخل أقل، وأن يعملن بدوام جزئي، ويأخذن إجازة غير مدفوعة الأجر لرعاية الأسرة.     

شاهد أيضاً

سوريا.. تعيين 4 سيدات في مكتب وزير الخارجية

Share