
السعادة ليست بكلمات نطلقها أو ننتظرها من أحد، ولا أماكن نزورها أو نسافر إليها بكل صيف، ولا بسيارة فاخرة أو بيت أو سلعة نقتنيها ولا بمنصب عالٍ. وقد يعتقد الكثير خطأًً أنها بوجود شخص معين بقربنا، فأقول هي حتى ليست بذلك!!
لأنها أعمق من ذلك بكثير..
فهي شعور أنت تُنبته بداخلك وتُربيه بوجدانك.. لأن -ببساطة- كل تلك الأشياء قد تزول في لحظة!! فتكون آسفاً قد ربطت وعلقت شعورك بالبهجة مع أي ما كان من ذلك.
فهي قناعات وتعوّد أنت من تتحكم به!!
فكم من فقير بنهاية يومه سعيد، وكم من غني بقصره الواسع مهمومٌ سجين..
يقول الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «من كان بيسير الدنيا لا يقنع، لم يغنه من كثيرها ما يجمع».
فانظر إلى ما بيدك واسعَ لتطويره إن استطعت، ولا تقارن نفسك مع غيرك فتهلك!!
كانت والدتي -حفظها الله ورعاها- تقول لنا دائماً: إن أول من قارن هو إبليس فخرج من الجنة ونعيمها!!
لا تخرج نفسك من أبسط وأقوى نعم الله عليك وهي الصحة والعافية والأمان.. فهي مجلبةٌ لكل فرح وخير.
لا تُضيِّع يومك في الحزن واللوم، فساعاتك محسوبة أيها الإنسان..
اخرج وضَعْ حلولاً لمشاكلك بمكان هادئ، وعاهد نفسك على ألا تبيت اليوم في مضجعك إلا وأنت خالي الوفاض، فأنت لم تُخلق للعناء..
ابتدئ من هذه اللحظة.. فالحياة دقائق وثوانٍ.
هنادي ملا يوسف
thepresenter369@gmail.com