الإثنين , 23 يونيو 2025

الشيخة حصة: اضطرابات المنطقة أوقفت مشاريع سيدات الأعمال العرب مؤقتا

4546465

قالت الشيخة حصة سعد العبدالله السالم الصباح؛ رئيس مجلس سيدات الأعمال العرب، إن الاضطرابات الراهنة في المنطقة العربية أوقفت نشاطات مجلس سيدات الأعمال العرب «مؤقتا» نظرا لصعوبات الاتصال بين الدول، لحين وضوح الرؤية في المنطقة، التي لا تزال تعاني عديدا من القلاقل التي تتسبب في خسائر للمستثمرين.

ورأت الشيخة حصة في حوار مع صحيفة الاقتصادية السعودية، بمناسبة افتتاح أعمال منتدى المرأة الاقتصادي، الذي يقام بتنظيم من غرفة الشرقية ممثلا في مركز سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية، وتشارك في أولى جلساته اليوم، أن ما يطرأ على منطقة الشرق الأوسط يعد الأصعب على الإطلاق أمام المجلس، الذي تأسس منذ عام 1999.

وأضافت، أن الاضطرابات تسببت في توقف دراسات الجدوى للمشروع الفندقي السياحي النسائي في “القيروان” بتونس وخسارة المجلس للمشروع الزراعي في مصر بنهاية عام 2011، ما اضطر المجلس إلى إيقاف أعماله بشكل مؤقت لحين وضوح الرؤية في المنطقة.. فالى نص الحوار:

بداية، ما أبرز المعوقات والصعوبات التي أثرت في أداء المجلس في القيام بدوره في تعزيز الاستثمار في المنطقة؟

المجلس تأسس منذ عام 1999م ويكمل عامه الـ17 منذ تأسيسه، وبداياته كانت الأصعب ليظهر المجلس للنور بمشاركة 13 دولة في بدايتها واليوم هناك 22 دولة عربية كاملة. وإن كانت فترة البداية هي الأصعب على مر تاريخ المجلس إلا أنه مما لا شك فيه حالة الغليان التي تشهدها المنطقة ككل من المحيط إلى الخليج منذ نهاية عام 2010م هي الأصعب على الإطلاق، ومما واجهنا خلال تلك الفترة هو صعوبات الاتصال بين أعضاء المجلس في الدول المختلفة، فقد بدأت بتونس مرورا بمصر ثم ليبيا ثم سورية واليمن، ما أثر على المنطقة كلها، وتوقفت الحركة تماما خلال عام 2011 لتوالي موجات الثورات في المنطقة، وهذا الأمر تسبب كثيرا في تأخر وتوقف أعمال المجلس، منها توقف دراسات الجدوى للمشروع الفندقي السياحي النسائي في “القيروان” بتونس وخسارة المجلس للمشروع الزراعي في مصر بنهاية عام 2011، ما اضطر المجلس إلى إيقاف أعماله بشكل مؤقت لحين وضوح الرؤية في المنطقة.

تشاركون غدا في المنتدى الاقتصادي الأضخم في المنطقة.. ما أهم ملامح ما ستقومون بطرحه خلاله؟

هذه المشاركة تعد الرابعة للمجلس في المنتدى المهم وأتشرف بمشاركتي ضمن هذه الكوكبة من صاحبات الأعمال في المنطقة في الظهور الرابع لنا ممثلين عن مجلس سيدات الأعمال العرب، ونتبنى بكلمة المجلس هذا العام تمكين المرأة الاقتصادي ودور الجمعيات الأهلية والمنظمات في المجتمع المدني في صقل مهارات المرأة ودعمها لتصبح عنصرا فاعلا في التقدم الاقتصادي.

كيف ترون نمو أعمال الخليجيات في عالم الاستثمار، خصوصا السعوديات؟

سيدة الأعمال الخليجية تعد من الرائدات في مجال الأعمال، والمرأة الخليجية بشكل عام تمتلك بالسليقة مقومات سيدة الأعمال، فكانت هي من تقوم بإدارة شؤون البيت خلال غياب الزوج أو الأب أو الأخ للتجارة سواء في البحر مثل الكويت والإمارات والبحرين أو من خلال التجارة البرية كالسعودية، وعلى ذلك فكان لدى المرأة الخليجية تجربة سابقة في عالم إدارة الأعمال بشكل مصغر بمنزلها، لكننا ارتبطنا على مر العصور والأزمنة الماضية بعادات وتقاليد اعتبرها بعضها محافظة.

الشيخة حصة سعد العبدالله السالم الصباح
الشيخة حصة سعد العبدالله السالم الصباح

كما أن المرأة في بعض بلداننا الخليجية ظلت تجاهد على استحياء في محاولة جادة منها للخروج للعمل وإدارة أعمالها بنفسها، من خلال شركات كبيرة لها كيانات مستقلة تسهم في الدخل القومي لبلدها والبعض الآخر من خلال المنزل، وفي نهاية الأمر كلاهما تقوم بإدارة عملها بنفسها بما يسهم في زيادة خبراتها.

أظهرت آخر الإحصائيات ضعف المشاركة الاقتصادية للسعوديات مقارنة بنظيراتها العربيات على الرغم من ثرواتهن.. برأيك ما السبب؟

إشارتك إلى أن المرأة السعودية وفقا للدراسات تحل في المركز الأخير في الاستثمار، على الرغم من أنها الأولى في الأرصدة، يرجع إلى أسباب متعددة بعضها اجتماعية، لذا لجأت المرأة إلى الاستثمار والعمل فيما تملكه من خلال الزوج أو الأب أو الأخ، وهنا لا بد أن نثمن دور حكومة خادم الحرمين الشريفين فيما اتخذته من قرارات تفتح الباب للمرأة السعودية لإدارة أعمالها بشكل مستقل وتعزز من دور المرأة التنموي في المجتمع.

وأود أن أوضح أن هناك تباينا واضحا في النشاط الاقتصادي لسيدات الأعمال العربيات والخليجيات، خصوصا في ظل الظروف الحالية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، حيث إن استقرار بعض البلدان العربية وعدم مرور قطار الاضطرابات عليها لا يعني بالضرورة نجاحها اقتصاديا، خصوصا إذا كانت لها تجارة بينية مع الدول التي تعاني من الاضطرابات، ومن هنا نجد أن الدول العربية كلها قد تأثرت بحالة عدم الاستقرار.

لكن ما زالت على قناعة أن حل تلك الأزمة يكمن في مشاركة المرأة في العملية الاقتصادية وتمكينها بالطرق السليمة، حيث إن الحل في دعم المرأة، والدليل على ذلك إذا توقفت الماكينات الكبرى في المصانع، أجد أن عمل المرأة من منزلها هو أحد الحلول السحرية لإعادة تشغيل هذه المصانع من خلال إمداد المصانع بالمواد الأولية للإنتاج، وهي التي تخرج من تحت يد المرأة العاملة من المنزل، وفي أيام العثرات الاقتصادية نجد أن المرأة بما حباها الله من طبيعة تتمكن من خلال تدبير نفقاتها في إقالة العثرات، فأنا أرى المنزل وإدارته هو اللبنه الأساسية لبناء اقتصاد جيد وسليم.

وماذا عن الدراسات أو الرصد الخاص بالمجلس الذي يمكن أن يعطي مؤشرات للوضع الحالي للمستثمرات العربيات؟

أنا أرى أننا على الطريق الصحيح طالما هناك تعاون بين قطبي البشرية “المرأة والرجل”، فالمؤشرات لا تزال تشير إلى أن المرأة لا يزال دورها قاصرا على بعض الأعمال الصغيرة والمتوسطة إلا قليلات دخلن في خضم بحر الأعمال من خلال الشركات الكبيرة، وإن كنا يفتقدن لوجود قواعد وبيانات كاملة بمؤشرات ونسب واضحة، لكن الذي صدر منها يشير على تفوق الرجال على النساء في هذا الصدد وقد أشرت إلى ذلك من خلال بعض الأرقام والبيانات.

وعلى الرغم من ذلك إلا أنني ما زالت متفائلة في مشاركة المرأة في التنمية حتى ولو ظهر بعض التراجع في حجم الأعمال، نظرا لبعض الظروف ومقتضيات الأمور الطارئة وحالة عدم الاستقرار التي أعتقد أننا نملك الإرادة الكافية للقضاء عليها، وأنا على يقين أنه في حالة عودة الاستقرار سيعود حجم الأعمال لما كان عليه، بل إلى الأفضل مما كان في 2010م.

برأيك ما العوامل الجاذبة للاستثمار في ظل التحولات السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة؟

الاستقرار ثم الاستقرار هو المعبر الرئيس والجسر الحقيقي لجميع الأزمات، مشيرة إلى أن الاستقرار والنمو الاقتصادي وجهان لعملة واحدة، وهنا يأتي الدور المهم لدعم حالات الاستقرار والقدرة على تخطي الأزمات السياسية بما يمنح مناخا جيدا لجذب الاستثمارات خارجيا وداخليا ويسهم في تسارع وتيرة التنمية الاقتصادية.

 

 

شاهد أيضاً

المهندسة آلاء حسن: اختراق القطاع الصناعي من قبل المرأة ليس مستحيلاً وتجربتي أظهرت مدى تعاون القياديين

Share