الجمعة , 20 يونيو 2025

ظهور أغذية ذكية.. بعد الأجهزة الذكية!

322
تيم برادشو*
بعد الهواتف والكاميرات وسيارات الأجرة، يتطلع وادي السليكون الى هز عماد الحياة المادية الأميركية: الوجبات السريعة.
تحاول الشركات الناشئة أن تحدث ثورة في صناعة المواد الغذائية، وقد تلقت تمويلا بمئات الملايين من الدولارات من أصحاب رؤوس الأموال للقيام بذلك.
دافع الكثيرين هو الرغبة في فطام البشر عن تناول اللحوم وغيرها من الأطعمة التي لها آثار بيئية واجتماعية كبيرة، سواء في انبعاثات الميثان أو المواد المضافة في الأغذية المصنعة.

«النظام الغذائي التقليدي معطل في كل شيء»، بحسب ما يقول سيث بانون، الشريك المؤسس في «فيفتي ييرز»، وهو صندوق استثماري في مراحله المبكرة في سان فرانسيسكو استثمر في شركات تكنولوجيا الأغذية. ويضيف «انه لأمر فظيع للبيئة، وغير ملائم اقتصاديا وليس جيدا لصحة الانسان».
الشركة الأكثر شهرة بينها هي أيضا الأكثر تطرفا في نهجها. تأسست شركة سوي لينت Soylent في عام 2013 من قبل مجموعة من مهندسي وادي السيليكون في محاولة لخفض الوقت والمال الذي ينفق في شراء واعداد الطعام. وتوسعت الشركة من انتاج مسحوق يخلط مع الماء الى انتاج المشروبات الجاهز ووجبات خفيفة ذات قيمة غذائية.
استوحت الشركة اسمها من رواية الخيال العلمي التي ألفها هاري هاريسون في 1966 «افسح المجال! افسح المجال!»، الذي يستكشف التأثير الهائل للنمو السكاني على موارد العالم. في الكتاب، يتم تصنيع سوي لينت soylent من فول الصويا والعدس، ويستخدم لاطعام العالم. وهناك نسخة أخرى عن الفيلم صدرت في عام 1973 Soylent Green، وأخذت هذا الموضوع الى بعد آخر من خلال تصوير المواد الغذائية العالمية الرئيسية كبشر أموات يتم بيعهم كبسكويت.
تقول شركة Soylent، ومقرها حاليا في لوس انجليس أن أطعمتها «المصممة بذكاء» تقدم «تغذية كاملة بأسعار معقولة». فوجبة طعام مكونة مادة لزجة ليس لها طعم، عن عمد، تكلف أقل من 2 دولار.
تقول ايمي بنتلي، أستاذة الدراسات الغذائية في جامعة نيويورك «ليس من المستغرب بالنسبة لي أن Soylent أصبحت محبوبة وادي السليكون ومبرمجي الكمبيوتر». لسبب واحد، كما تقول، اذ ألغت التفاعل الاجتماعي الذي غالبا ما ينطوي عليه الطعام والذي لا يجيده المهووسين بالتكنولوجيا، مضيفة «لا يجب عليك أن تتحدث الى الناس، يمكنك فقط التزود بالوقود».
ومع ذلك، أظهرت Soylent أيضا بعض مخاطر الطعام الجديد الريادي. بعد شهرين على دخولها مرحلة بيع أطعمتها لأول مرة أوقفت Soylent مبيعات وجباتها الغذائية الخفيفة بعد أن قال بعض العملاء أنها تسببت لهم بنوبات من التقيؤ العنيف، وفي أكتوبر أزالت مشروب المسحوق المجفف من مبيعاتها لنفس السبب.
تقول Soylent أنه في حين أن اختباراتها جاءت «سلبية لجهة مسببات الأمراض الغذائية والسموم أو التلوث الخارجي»، الا أن عنصرا واحدا، المستمد من الطحالب، هو الذي أثار حساسية مفرطة. وسيتم اصدار وصفة جديدة في العام المقبل.
وبدأ يظهر أيضا منافسون في السوق، ومنها شركة أمبرونايت للمشروبات الغذائية، بالاضافة الى ماركة «Food %100» التي تدعو الشركة المصنعة لها «سبيس نيوترينتس ستيشن» عملاءها الى «التوقف عن الطبخ وتناول الطعام مثل رواد الفضاء».
«الفكرة هي أن أمبرونايت يمكن أن تكون أي وجبة، لكنها لا تحل محل كل وجبة»، بحسب المؤسس المشارك سيمو سوهيمو.
تلقت أمبرونايت 600 ألف دولار من الداعمين، بما في ذلك الشريك المؤسس لموقع يوتيوب، جاويد كريم، ولايفلاين فينتشرز، في حين جمعت Soylent أكثر من 20 مليون دولار. لكن شركات تكنولوجيا الأغذية الأخرى كانت أكثر طموحا. اذ ضخ المستثمرون أكثر من 180مليون دولار في أمبوسيبل فوود، التي تحاول أن تستبدل اللحوم بشيء له نفس الطعم والرائحة لكن مصنوع من النباتات.
تخمر المكونات مثل البطاطس وجوز الهند ثم تخلط بـ«عنصر سحري» من الهيم، وهو خلاصة الخميرة بخصائص طهي مماثلة للدم.
ويقول بات براون، مؤسس أمبوسيبل فوود ومديرها التنفيذي «لا يمكنك أن تجعل الناس يتوقفون عن أكل اللحوم. نحول النباتات الى لحوم بكفاءة واستدامة أكثر من الحيوانات».
ومع ذلك، تبين أن استنساخ أو محاكاة الطبيعة أكثر صعوبة مما توقعه براون. فالبرغر الذي تنتجه «أمبوسيبل» يصنع منذ خمس سنوات لكنه الآن فقط بدأ يعرض في مطاعم محددة باهظة الثمن.
ولن تفتح منشأة للتصنيع على نطاق تجاري حتى العام المقبل. وفي الوقت الراهن، ينتج مصنع تجريبي 1200 رطل في الأسبوع. وقامت أمبوسيبل على مدى العامين الماضيين، باعادة صياغة مكونات البرغر وتخفيض التكاليف.
شركة ناشئة أخرى ذات طبيعة تعطيلية هي «ممفيس ميت». الشركة التي تتخذ من منطقة باي مقرا لها تتبع نهجا مختلفا يتلعق باستزراع اللحوم التي تؤخذ من خلايا الحيوانات الحقيقية في المختبر.
يقول أوما فاليتي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ممفيس «نحدد الخلايا التي لديها القدرة على تجديد نفسها. ونعمل على توليد الخلايا الأكثر فعالية ونموا، تماما مثلما يفعل المزارع مع الحيوانات». ويأمل في نهاية المطاف أن يخرج الحيوانات من المعادلة تماما.
وقد أسفرت الجهود السابقة لاستزراع اللحوم بهذه الطريقة عن انتاج برغر بتكلفة آلاف الدولارات. وتأمل ممفيس في تخفيض سعر كرات اللحم التي تنتجها من 40 دولار للغرام الواحد الذي تنتجه في المختبر الى بضع سنتات لكل غرام بحلول نهاية العقد الحالي.
ويطلق بانون، الشريك المؤسس لصندوق «فيفتي ييرز»، الذي استثمر في «ممفيس ميت» على نهجها اسم «التدجين الثاني». ويقول «تقليديا قمنا بتدجين الحيوانات للحصول على خلاياها من أجل طعام أو شراب. الآن بدأنا في تدجين الخلايا نفسها».

* نقلا عن صحيفة القبس الكويتية

شاهد أيضاً

أهم ما يميز مشاريع الأعمال التي تديرها رائدات الأعمال

Share