الجمعة , 20 يونيو 2025

ريتاج الموسى: الرسم ساعدني في التغلب على إعاقتي السمعية

كثيرةٌ هي النماذج السعودية المشرِّفة التي واجهت المرض، وتغلَّبت على ظروفها الصحية، وحققت إنجازات في شتى مجالات الحياة والإبداع، خاصةً في المجال الفني…ومن هذه المواهب ريتاج تركي الموسى، الطالبة البالغة من العمر ١٩ عاماً، التي أصيبت بضعف السمع في أذنيها من النوع الحسي والعصبي…فعلى الرغم من وضعها الصحي الصعب، إلا أنها استطاعت خلال دراستها اكتشاف موهبتها الفنية، واستثمرت فيها، وعزَّزتها، كما حدَّدت أيضاً مهنتها المستقبلية

تقول ريتاج عن بدايتها في الرسم، والوسائل التي اتبعتها لتطوير هذه الموهبة: كنت أشعر برغبة كبيرة في الرسم خلال الدراسة في الصفوف الأولية، خاصةً عندما كنت أرى أشخاصاً يرسمون، وبعد فترة صرت أقدِّم لأقاربي لوحاتٍ من رسمي، وكانوا ينبهرون من جمالها، وأعدُّ والدتي صاحبة الفضل الأكبر عليَّ في تنمية موهبتي، إذ كانت تحضر لي الألوان وكراسات الرسم، وتشجعني على التعبير عن نفسي، وقد استعنت، لتحقيق ذلك، بقنوات يوتيوب المتخصصة، التي استفدت منها في تطوير مهاراتي في الرسم، وتعلم كافة أنواعه، لا سيما رسم المناظر الطبيعية والشخصيات، ثم طوَّرت وسائلي التعليمية بحفظ صورٍ في الجوال، وإبداع أخرى قريبة منها، وفي مرحلة متطورة صرت أستخدم الفحم، والألوان المائية، وألوان آبل لرسم لوحاتي، كما رسمت على الأكواب».

وأضافت: قبل ممارسة الرسم، كنت أتجنَّب التعامل مع الغرباء، وأكتفي بالحديث مع عائلتي، لكن بعد مشاركتي في معارض ومهرجانات عدة، تغيَّر الحال، إذ أسهمت هذه الهواية في تعرُّفي على ذاتي، والتعبير عن نفسي للآخرين.

وعن أولى مشاركاتها في المعارض الفنية تقول: أقمت معرضي الخاص الأول في مدرستي الثانوية بدعمٍ من معلماتي اللاتي أُعجِبن بلوحاتي، وقد قدمت خلال المعرض هدايا بسيطة للحاضرات، كذلك الحال مع صديقاتي اللاتي أهديتهن لوحاتٍ مجاناً في مناسباتهن الخاصة، وشعرت بالسعادة لمساعدة معلماتي لي في التحضير له، وتطوير قدراتي التعليمية، إضافة إلى اجتهاد زميلاتي للاندماج معي بفهم وتعلم لغة الإشارة، وقد شجعتني هذه الخطوة على المشاركة في معارض محلية عدة، ومنحتني حافزاً لإكمال مسيرتي الفنية.

ولقد حصدت ريتاج شهادات وتكريمات عدة، منها درع تكريم كرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية في جامعة اليمامة، و«آرتولوجي» الذي افتتحه الأمير بدر بن عبدالمحسن، وكانت أصغر رسامةٍ فيه، كذلك شاركت في أكثر من ٢٥ معرضاً، ونالت شهادة شكرٍ من مديرية مكافحة المخدرات في منطقة الرياض بعد حملة توعوية تحت شعار «أنتم الأمل.. لبناء الوطن»، وأخرى من هيئة تطوير مدينة الرياض عن مشاركتها في فعالية «اليوم العالمي للبيئة»، وشهادة من «نفح الأمل التطوعية» لخدمتها ذوي الإعاقة، كذلك قدمت لها وزارة الثقافة والإعلام شهادة شكرٍ عن دوري في مهرجان «اليوم العالمي للطفل»، وكرَّمتها جامعة الإمام محمد بن سعود عن معرض «سلمان في عيونهم»، ومركز الملك فهد الثقافي عن مهرجان «الفرق الاستعراضية للأطفال».

وتأمل ريتاج إلى إكمال دراستها في تخصص الرسم في الخارج، وهذا ما يدفعها إلى تعلم اللغة الإنجليزية، وقد تدرس التربية الخاصة لإجادتها لغة الإشارة بشكل جيد.

وعن كيفية اكتشافها بالإعاقة السمعية تقول ريتاج: حينما كنت طفلة سجَّلتني والدتي في روضةٍ دون علمها بهذه الإعاقة، إذ كنت أقول الكلمات العادية مثل ماما وبابا، وفي يومٍ من الأيام، اتصلت بها المديرة، وأخبرتها بمعاناتي من مشكلةٍ في التواصل مع الأطفال، ونصحتها بالتشخيص المبكر لي، وبسبب تأخر الإجراءات أُلحقت بمدارس دمجٍ، ثم أعدت السنة لأنني كنت صامتة، لكنني تحسَّنت مع معلماتي، وتأقلمت مع الطالبات والمدرسة ووضعي الصحي.

وتصف والدة ريتاج بالمتميزة لتفوقها في دراستها، إذ تفضِّل قضاء وقتها في الدراسة بدل التسلية حتى تحقق أحلامها، كما أن معلماتها يثنين دوماً على حُسن تربيتها ويشكرنها، وهي تعتمد علي ريتاج في كل شيءٍ، وتثق بها كثيراً.

شاهد أيضاً

أهم ما يميز مشاريع الأعمال التي تديرها رائدات الأعمال

Share